
في ظل الوعي المتزايد بأهمية الصحة الجسدية والحفاظ على القوام المثالي، تزداد رغبة كثير من الأشخاص في التخلص من الوزن الزائد بسرعة وبدون عناء. هذا ما جعل حقن التخسيس تلقى رواجًا كبيرًا في الأوساط المختلفة، حيث يتجه العديد من الناس إلى شراء هذه الحقن في محاولة لتحقيق جسم مثالي خالٍ من الترهلات والثنايا. ولكن، ما قد يغفل عنه هؤلاء الأشخاص هو أن حلم الجمال قد يتحول إلى كابوس صحي، إذا لم يتم التعامل مع هذه الحلول بحذر.
في تصريحات خاصة لـ«المصري اليوم»، حذر الدكتور محمد عبيد، استشاري علاج السمنة والجهاز الهضمي في طب قصر العيني، من المخاطر الصحية الخطيرة التي قد تنتج عن استخدام حقن التخسيس، التي تباع وتُشترى في الأسواق دون أي إشراف طبي. وأوضح أن الكثير من هذه الحقن تحتوي على مكونات يمكن أن تؤدي إلى أضرار جسيمة تهدد حياة المستخدمين.
المخاطر الصحية لحقن التخسيس
تعتبر حقن التخسيس من المنتجات التي يتم الترويج لها بقوة عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث يعتقد الكثيرون أن هذه الحقن هي الحل السحري لفقدان الوزن بشكل سريع. إلا أن الواقع يُظهر أن هذه الحقن قد تحمل في طياتها الكثير من المخاطر، والتي قد تكون مدمرة للمتلقي.
يتحدث الدكتور محمد عبيد عن أبرز الأضرار التي يمكن أن تنجم عن استخدام هذه الحقن، ومنها:
أعراض شائعة:
الإسهال
الغثيان
الإمساك
الحموضة
أعراض أقل شيوعًا ولكن أخطر:
الإصابة بسرطان الغدة الدرقية
التهاب حاد بالبنكرياس قد يؤدي إلى الوفاة
شلل في المعدة
التهاب حاد في الكلى
زغللة في العين
التهاب في الشبكية لدى مرضى السكري، مما قد يؤدي إلى العمى
انخفاض حاد في مستوى السكر في الدم، مما قد يتسبب في الغيبوبة
تساقط غير طبيعي للشعر
ظهور علامات شيخوخة الوجه بشكل سريع
تساقط الخدين والثدي والأرداف
تشوهات خلقية في الأجنة
تقلبات حادة في الحالة المزاجية قد تصل إلى حد الانتحار.
وأشار الدكتور عبيد إلى أن هذه الأعراض جميعها مدونة في النشرة الدوائية المرفقة مع حقن التخسيس، لكن المشكلة تكمن في أن معظم المستخدمين لا يقرؤون هذه النشرة ولا يدركون المخاطر الحقيقية التي قد يتعرضون لها.
الخدعة الكامنة وراء حقن التخسيس
من أكثر النقاط التي شدد عليها الدكتور محمد عبيد هي الخدعة التي يقع فيها الكثير من مستخدمي حقن التخسيس، وهي أن هذه الحقن تعمل على “حرق” العضلات بشكل غير طبيعي، مما يؤدي إلى فقدان الوزن بشكل سريع، ولكن على المدى البعيد، فإن الجسم يعود لاكتساب الوزن بسرعة أكبر بعد التوقف عن استخدام الحقن. وبالتالي، يشعر الشخص الذي بدأ في استخدامها بتحسن مؤقت، ليجد نفسه لاحقًا في دائرة مفرغة من الزيادة المستمرة في الوزن.
وأضاف عبيد أنه بسبب تأثير هذه الحقن على الجسم، قد يعاني الأشخاص من آثار جانبية متعددة مثل الإمساك، القيء، وآلام البطن، ما يدفعهم إلى تناول أدوية أخرى لتخفيف هذه الأعراض دون معرفة السبب الحقيقي وراءها، وهو استخدام حقن التخسيس. وفي بعض الحالات، قد تتفاقم الأمور لتصل إلى مضاعفات صحية تهدد حياة الشخص في غضون أيام قليلة إذا لم يتلقَ العلاج الفوري.
مناشدة بضرورة تنظيم بيع هذه المنتجات
وفي ختام حديثه، وجه الدكتور محمد عبيد نداءً إلى وزارة الصحة والسكان بضرورة تطبيق قوانين أكثر صرامة فيما يتعلق بصرف الأدوية، لا سيما تلك التي لا يجب استخدامها إلا تحت إشراف طبي. كما طالب بضرورة التصدي لما أسماه بـ “مافيا الأدوية” التي تتاجر بصحة المواطنين وتستغل رغبتهم في الحصول على قوام مثالي.
وأخيرًا، لا بد من التأكيد على أن الطريق إلى الصحة والرشاقة لا يجب أن يكون محفوفًا بالمخاطر، وأن الحلول السريعة التي لا تستند إلى أسس علمية قد تؤدي إلى عواقب صحية وخيمة. لذا، على كل من يسعى للحصول على جسم مثالي أن يكون واعيًا للمخاطر المحيطة، وأن يختار الحلول الآمنة والطبيعية تحت إشراف الأطباء المختصين.